الخميس، 29 سبتمبر 2011

رياح التغير


رياح التغير
منذ زمن بعيد و فى وسط اللهيب و النسمات الحارقة و الازمات و الاهات و الاوجاع المزمنة .
منذ ان اصبح الانسان عبدا مغلالا بالقيود , سجينا خلف قضبان العبودية ذليلا , رخيصا , مهانا , مقادا , مبعدا , و انا اشعر بها بين الحين و الاخر بنسمات , نسمات خفيفة تلفح وجهى و تداعب شعرى و تلفنى من كل اتجاه فاسبح بها و ادور و احلق و اسبح بين ثنيتها .
و فجأة تختفى !!!
و افيق على نسمات اللهيب تجلدنى من كل اتجاه و انا قد فقدت كل مؤاشرات الحياة و اصبحت مهلهلة , مستسلمة , اجلد , و اهان , اضرب , و اباع .
و اظن انه لا يبالى لامرى اى انسان .
فجأة !!!!
كل هذه النسمات الرحيمة المتباعدة التى كانت تزورنى بين الحين و الاخر تتجمع فى الافق
تتجمع و تتجمع و يقوى ريحها و يقوى صوتها و تتجمع  و تشتد .
يا للمشهد العجيب !!
فجأة السماء تغيرت و الارض تبدلت و الاماكن غير الاماكن و الهواء غير الهواء كل شيئ تبدل و غمرت نسمات الرحمة و الحرية كل شيئ .
و من كان مهان , مقاد , مباع استفاق و بدا ينهض و يجمع شتات نفسه و يقف على قدمية منتصب القامة عالى الرأس يتنسم نسيم الحرية لاول مرة فى حياته من سنين .
يا لروعة هذه النظرة التى تملاء عينى , نظرة قوية , مصره , حانيه , يملائها الامل و التفاؤل و الرغبة فى الحياة .
لقد استعاد المارد الدفين قوتة , و عاد مرة اخرى للحياه .
عبير حسنين

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

عفوا ايها الرجال


عفوا ايها الرجال
من قديم الزمان و نحن الفتيات نسمع الحكايات و الاساطير عن الفارس المغوار اللى ها يخطف الاميرة على الحصان و حقق لها كل الاحلام .
و فى المساء دائما ما كانت تنتهى الحكايات بأن الامير الهمام هزم الاشرار و تزوج الاميرة و عاشوا فى تبات و نبات و خلفوا صبيان و بنات .
و عندما كبرنا تربينا على الاسطورة
( سى السيد )
رمز الكمال و الرجولة و كل واحدة فينا كان نفسها فى سى السيد .
و بعدين بعد الثورة و الاستقلال ظهر
( الجنتلمان )
الجان اللى يفهم فى الاتيكيت و كيف يعامل و يحترم المراة و يقف لها احتراما و يقبل يديها و يقول لها اتفضلى يا هانم .
و بعدين جى عصر الانفتاح الاقتصادى ظهر رجل الاعمال اللى بيشتغل ( اعمال حرة ) او استيراد و تصدير و كان يحقق للهانم كل الاحلام .
و بعدين ظهرت الازمات الاقتصادية واحدة بعد واحدة و ابتدى ( الفارس المغوار و الامير الهمام و سى السيد و الجنتلمان و كمان رجل الاعمال ) ينحدر بيهم الحال و كل واحد منهم بقى بيشتغل شغلة و اتنين و ساعات تلات شغلانات و بقى الغلبان لا هو مغوار و لا همام و لا حتى جنتلمان بقى الغلبان كل همة اكل و لبس و هدوم العيال .
و يا سلام لو قدر ينام ساعتين كمان يبقى الحال اخر تمام .
لكن فى حد نسناه عارفين مين ؟
الاميرة او الست امينه او الهانم .
دى بقى مصيبتها كبيرة !!
ياعينى كان نايمة فى العسل نوم و متكله على ابو الرجال الفارس المغوار , و صحيت فجأه لقت جمبها راجل لا حول له و لا قوة ماشى يخبط فى رجلية يا بيفكر فى لقمة العيش او المدارس او المدير اللى منكد علية او حماته او الجو الزفت او السياسة او او او .
و لو سالته بتحبنى يقول لها : ما تتهدى يا ولية .
و هنا عرفت انها لازم تقلع جمالها و انوثتها و تتخلى عن رقتها و حنيتها و تسيبهم فى الدولاب و تلبس كعب واطى و بنطلون او حتى عباية اى لون و تنزل . تنزل !! تنزل فين يا ولاد ؟
تنزل تتنيل تشتغل تجرى فى الشارع وراء الاتوبيس و تقف فى طابور العيش و ترجع بسرعة تطبخ و تغسل و تكوى و تذاكر للعيال علشان لقمة العيش و فى اخر النهار تبص فى المراية تلاقى حد تانى توحشها رقتها و انوثتها و حنيتها تجرى تدور عليهم فى الدولاب لكن الظاهر ان العته اكلتهم تقول لنفسها يلا حصل خير و تدخل تترمى على السرير زى الشوال و اول ما تبتدى تنام تسمع صوت بنتها بتقرا حكاية لاختها و بتقول لها و الامير خطف الاميرة على الحصان و حق لها كل الاحلام و هنا  تضحك المسكينة و تضحك و تضحك لحد ما تنام .
و توته توته خلصت الحدوته
بس ما عرفناش يا ترى مين فيهم الغلبان .
عبير حسنين

امراة لها الحق فى الحياة


امراة لها الحق فى الحياة
لاتزال المسكينة تجاهد و تناضل
 تحارب من اجل ان تجد لنفسها مكان
من اجل ان تجد انسانيتها
من اجل ان تتنفس الحرية
من اجل ان يكون لها كيان
من اجل ان تعيش ( كانسان ) له هو ايضا الحق فى الحياة و الاهم :
(  الحق فى الاختيار  )
و لا تساق , و لا تكون تابع لانسان
( بل شريك له )
تحاول و تحاول و تحاول و لكنها لا تجد حتى اللحظات التى تتوقف فيها لتلتقط انفاسها
انها مكبلة , محمله بالاعباء و المسئوليات
و لا يسمح لها باى تهاون او تقصير
يجب ان تسمع , تطيع , تخضع , تستسلم
والا ............................
و الا ...........................
انه التهديد الدائم
انها الكلمة المهلكة المميته
و الا........................
و الا تحرم من كل شيئ !!!!
تطرد , تلفظ , تجرم .
تجرد من انسانيتها من اعز ما تملك من شرفها و عفتها من كرامتها و كبريائها
و يطلق عليها صفات عجيبة , متحررة , متمردة , مخالفة للعرف و التقاليد , شاذة
شاذة : اليست هى الاخرى لها حق الحياه اليست هى التى تولد منها الحياه  , اليست هى التى توهب الحب و الحنان  , اليست هى التى تربى و تعلم  , اليست هى التى تتحمل كل اعباء الحياه و مع ذلك ليس لها الحق فى الحياة .
ليس لها الحق ان تكون كيان كامل بل يجب ان تكون تابع دائما تابع .
لماذا تابع و ليس شريك ؟
لماذا تابع للاب و ليست صديقة له لها الحق فى الكلام و النقاش و حرية الاختيار ؟
لماذا تابع للزوج و ليست شريك له لها الحق فى ابداء الراى و النقاش و الاختيار ؟
اليست حياتها هى الاخرى ؟
ام انها خلقت لتكون تابع , مساعد , خادم للجميع ؟
ان الله سبحانه و تعالى فى جميع الاديان السماويه خلق المراة و جعلها رمز الحب و الدفء و الحنان .
خلق حواء لتكون رفيق ( ليست تابع ) لادم لتؤنس وحدته و لم يخلقها تابع له او خادمتة .
ان فاقد الشيئ لا يعطيه , و فاقد الحب و الحنان و الاحترام لا يعطيه .
عندما تفقد المراه شعورها بادميتها و احترامها لنفسها و ثقتها بنفسها و تهمل و تعامل بتجاهل و يقابل حبها و عطائها و تفانيها فى اسعاد من حولها على انه ضعف او واجب او انه ( حق مكتسب ) و انها يجب ان تعطى و تعطى و تعطى على طول الزمان
من يعتقد هذا ( غلطان ) لان مافيش ضمان
الانسان يتغير و انا لست من كانت انا من 10 سنوات اننى اتغير و احتاجى يتغير و تكوينى النفسى و الجسمانى يتغير لذلك يجب ان اعامل على اساس التغير يجب ان اشعر بادميتى بحريتى بقدرتى على الاختيار .
اننى انا ,
 اننى كيان ,
 اننى انسان بشر ,
 و هبنى الله الحياه الحرية
القدرة على الاختيار
القدرة على القرار
و لمن نسى اننى ايضا املك ( عقل ) و املك قلب و استطيع الاختيار
و الاهم اننى استطيع ان اتوقف و ان اقول لالالالالالالالالالالالالالا
لن اساق بعد اليوم
لن افقد انسانيتى و ادميتى
اننى كيان و لى الحق فى الحياه و فى الاستمتاع بانسانيتى و ادميتى و فى الاستمتاع بهذه الهبة العظيمة التى وهبنى ايها الله لمرة واحدة فقط و لن تتكرر انها ( هبة الحياه ) .

عبير حسنين