رسالة الى انسان لازال يؤمن انه انسان
قد تكون انسان تحمل فى قلبك الكثير من الاحلام و الامانى و الامال , و تحلم و تتخيل و تسمو و تطفو فوق هذا العالم المادى الواقعى القاسى , و تتصور للحظة انك تملك القدرة و القوة و الادوات لتغير هذا الواقع , و تبدا منطلقا من ايمان راسخ و قوى لان بداخلك الخالق يمدك بكل ما تحتاج من قوة دافعة تجعلك تنطلق لتحقيق حلمك , مع ان هذا الحلم ليس حلم شخصى و لكنه حلم ينشر السعادة و الامان و يعيد للانسان انسانيته المفقودة , حلم محتواه ( انك انسان تستحق الاحترام , تستحق ان تعامل بانسانية , يادميه بصرف النظر عن دينك و بلدك و لونك و لغتك و اسمك و حتى شكلك ) .
انك انسان من صنع و روح خالق فنان رحيم رحمن مبدع خلقك و قدرك و وهب لك الحياه .
الحياه هبة الله اليك لتستمتع و تحافظ عليها و تكون شاكرا ممتن لهذه الهبه فقط , و لو شكرته , فقط ,ليزيدك , فقط اشكره .
هذا هو حلم انسان من صنع الخالق , هذا هو كل ذنب الانسان الذى حمل نفسه حمل لا يحتمل و قاوم و قاوم و لا يزال يقاوم لايمانه بالخالق و بالهدف .
و لكن المفاجئه المفجعه انه يقاوم من ؟
يقاوم الانسانية التى ترفض و تغلق اذنيها و عينيها و لا تريد ان يسترد انسانيته بل اصبحت مستمتعه , باغتصاب هذه الادمية و لا تتردد ان يضحى بكل عزيز و غالى فى سبيل ان يفقد اخر ذره من انسانيته
ما هذا ؟
ما هذا الوضع المعكوس ؟
لقد تلوثت الانسانيه تشربت الواقع المدنية , المادية , العولمه , المنفعه , المصلحه , لقد اصبحت الانسانية مثل الذبيحه المباحه لكل من يحمل فى يديه سكين باسم الدين او الديمقراطيه او التغير او الحمايه او غيرها من الاغراض التى لا تمت للواقع باى صله بل كلها مصالح شخصيه و ذاتيه ليقطع و يغير و يصل و يبدل .
هذا هو واقع الانسانيه الان .
و انت يا ايها الانسان هل تؤمن انك لا تزال تملك هذه القدره على المقاومه ؟
هل لا تزال تؤمن بأن الانسانيه التى تحولت الى وحش و فقدت معنى الانسانيه و اصبحا تتخطى كل ما هو معقول و لا معقول قد تفيق من غفلتها؟
هل لا تزال تملك هذه القدرة على المقاومه ؟
هل لا يزال ايمانك قوى كما كان ؟
هل لم تفقد ايمانك بأن الخالق الرحيم الرحمن سوف يعيد اليك انسانيتك ؟
ارجوك تمسك بايمانك استحلفك بالله لا تفقد ايمانك .
عبير حسنين